الحكمة *
**********
إنّ أشرف المطالب وأقدمها، وأعلاها مرتبة وأعظمها، وأجلها قدراً وأفضلها، وأوسعها نفعاً وأكملها، رضى الله تعالى ومن بلغ رضاه وحبه نال أنوار ( الحكمة ) وكراماتها قال تعالى (يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا )_سورة البقرة.
والحكمة حالها حال النبوة يؤتيها الله من يشاء من عبادة فهي مزيج من العلم والمعرفة ولقد شرف الله لقمان بالحكمة مع أنه لم يكن نبي وقال تعالى (وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ)سورة لقمان.
أما والله ما أوتيّ لقمان الحكمة بحسب، ولا مال، ولا أهل، ولا بسط في جسم ولا جمال ، ولكنه كان رجلا قويا في أمر الله ، متورعا في الله ، ساكتا ، سكينا ، عميق النظر ، طويل الفكر ، حديد النظر ، مستغن بالعبر ، لم ينم نهارا قط ، ولم يره أحد من الناس على بول ولا غائط ولا اغتسال لشدة تستره وعمق نظره وتحفظه في أمره ، ولم يضحك من شيء قط مخافة الإثم ، ولم يغضب قط ولم يمازح إنسانا قط ، ولم يفرح لشيء إن أتاه من أمر الدنيا ، ولا حزن منها على شيء قط ، وقد نكح من النساء وولدن له الأولاد الكثير وقدم أكثرهم إفراطا فما بكى على موت أحداً منهم ، ولم يمر برجلين يختصمان أو يقتتلان إلا أصلح بينهما ، ولم يمض عنهما حتى تحاجزا ، ولم يسمع قولا قط من أحد استحسنه إلا سأل عن تفسيره وعمن أخذه ، وكان يكثر مجالسة الفقهاء والحكماء ، ويعتبر ويتعلم ما يغلب به نفسه ، ويجاهد به هواه ، ويحترز به من الشيطان ، وكان يداوي قلبه بالتفكر ، ويداري نفسه بالعبر ، وكان لا يظعن إلا فيما يعنيه ، فبذلك أوتي الحكمة.
**********
إنّ أشرف المطالب وأقدمها، وأعلاها مرتبة وأعظمها، وأجلها قدراً وأفضلها، وأوسعها نفعاً وأكملها، رضى الله تعالى ومن بلغ رضاه وحبه نال أنوار ( الحكمة ) وكراماتها قال تعالى (يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا )_سورة البقرة.
والحكمة حالها حال النبوة يؤتيها الله من يشاء من عبادة فهي مزيج من العلم والمعرفة ولقد شرف الله لقمان بالحكمة مع أنه لم يكن نبي وقال تعالى (وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ)سورة لقمان.
أما والله ما أوتيّ لقمان الحكمة بحسب، ولا مال، ولا أهل، ولا بسط في جسم ولا جمال ، ولكنه كان رجلا قويا في أمر الله ، متورعا في الله ، ساكتا ، سكينا ، عميق النظر ، طويل الفكر ، حديد النظر ، مستغن بالعبر ، لم ينم نهارا قط ، ولم يره أحد من الناس على بول ولا غائط ولا اغتسال لشدة تستره وعمق نظره وتحفظه في أمره ، ولم يضحك من شيء قط مخافة الإثم ، ولم يغضب قط ولم يمازح إنسانا قط ، ولم يفرح لشيء إن أتاه من أمر الدنيا ، ولا حزن منها على شيء قط ، وقد نكح من النساء وولدن له الأولاد الكثير وقدم أكثرهم إفراطا فما بكى على موت أحداً منهم ، ولم يمر برجلين يختصمان أو يقتتلان إلا أصلح بينهما ، ولم يمض عنهما حتى تحاجزا ، ولم يسمع قولا قط من أحد استحسنه إلا سأل عن تفسيره وعمن أخذه ، وكان يكثر مجالسة الفقهاء والحكماء ، ويعتبر ويتعلم ما يغلب به نفسه ، ويجاهد به هواه ، ويحترز به من الشيطان ، وكان يداوي قلبه بالتفكر ، ويداري نفسه بالعبر ، وكان لا يظعن إلا فيما يعنيه ، فبذلك أوتي الحكمة.