الغرب ينحني تعظيماً لرسول الله (صلى الله عليه وآله)!
=====================================
يقول المستشرق الأمريكي ادوارد وورمسي:
(وكانت العرب غارقة قبل نبوة محمد (صلى الله عليه وآله) في أحط الدركات حتى ليصعب علينا وصف تلك الخزعبلات التي كانت سائدة في كل مكان، فالفوضى العظيمة التي كان الناس منهمكين فيها في ذلك العصر، وجرائم الأطفال - يعني قتلهم خشية الفقر - ووأد البنات أحياء، والضحايا البشرية التي كانت تقدم باسم الدين، والحروب الدائمة التي تنسب آناً بعد آن بين القبائل المختلفة، والنقص المستديم في نفوس أهل البلاد وعدم وجود حكومة قوية. حتى أتى الوحي من عند الله إلى رسوله الكريم، ففتحت حججه العقلية السديدة أعين أمة جاهلة فانتبه العرب، وتحققوا أنهم كانوا نائمين في أحضان الرذيلة المظلمة ولنتصور سكان البادية حينما رأوا أصنامهم تكسر على مرأى ومسمع منهم وهم المشهورون بالشجاعة والصلابة في الرأي وعدم الخضوع للغير، أفلا يثور ثائرهم ويهبون لقتل محمد؟ ولكنه كان يتكلم بكلام الله ربه، فقد كانوا يشعرون بذلك حيث يجدون في نبرات صوته هدى وتأثيراً كبيراً طاغياً، ولهذا لم يستطيعوا القيام ضد تيار الحق، ولم يجدوا بدا من الجري في مجاري النقاء الجديد، لأنه اجتاح كل الموانع والسدود كما يجتاح السيل الجارف كل شيء يقف في طريقه وهكذا انتصرت الفضيلة على الرذيلة).
والذي يضفي على هذه الرسالة والرسول آفاق النجاح والموفقية في تحقيق أهدافها، هي تلك الانعطافة التي أحدثها رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مسيرة الحياة الإنسانية. فمع انطلاقة هذه الرسالة بدأ عهد جديد تحولت فيه الإنسانية إلى وجه جديد وحضارة متألقة تتصاعد نحو التقدم والرقي 00000