السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الأب، يا من تركت تعليم أولادك فرائض الدين وسننه ...
قال ابن القيم- رحمه الله -: «فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه، وتركه سُدًى، فقد أساء غاية الإساءة؛ وأكثر الأولاد إنَّما جاء فسادهم من قِبَلِ الآباء وإهمالهم لهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وُسننه، فأضاعوهم صغاراً، فلم ينتفعوا بأنفسهم، ولم ينفعوا آباءهم كباراً».
وقد سارع الأنبياء إلى تربية أبنائهم وتفقد أحوالهم، هذا يعقوب -عليه السلام- وقد اقترب أجله يسأل بنيه ليطمئن على سيرهم على التوحيد بعد موته: }مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي{ وقرت عينه عندما أجابوا: } قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ {[البقرة: 133].
قال ابن كثير - رحمه الله -: «وهذا القدر مرغوب فيه شرعًا، فمن تمام محبة الله أن يحب أن يكون من صلبه من يعبد الله وحده لا شريك له».
ذكر عن الخليفة العباسي المنصور أنه بعث إلى من في السجن من بنى أمية يقول لهم: «ما أشد ما مر بكم في هذا السجن؟» قالوا: «ما فقدنا من تربية أبنائنا».