منتدى العلم الرباني

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى روحاني شامل بكل العلوم الروحانية


    القصه التي جرت بين سيدنا علي (ع) والمنجم سرسفيل الفارسي

    avatar
    ابو الخليل
    Admin


    المساهمات : 541
    تاريخ التسجيل : 04/12/2010
    العمر : 69
    الموقع : مدير المنتدى

    القصه التي جرت بين سيدنا علي (ع) والمنجم سرسفيل الفارسي Empty القصه التي جرت بين سيدنا علي (ع) والمنجم سرسفيل الفارسي

    مُساهمة  ابو الخليل الخميس أكتوبر 02, 2014 9:34 am


    القصه التي جرت بين سيدنا علي (ع) والمنجم سرسفيل الفارسي
    -----------------------------------------

    لما قصد امير المؤمنين علي (ع) أهل النهروان و صار بالمدائن خرج إليه قوم من أهل المدائن من دهاقينهم معهم براذين قد جاءوا بها هدية إليه فقبلها و كان فيمن تلقاه دهقان من دهاقين المدائن يدعى ( سرسفيل) و كانت الفرس تحكم برأيه فيما مضى و ترجع إلى قوله فيما سلف فلما بصر بأمير المؤمنين (ع) .
    قال : له يا أمير المؤمنين لترجع عما قصدت ؟
    قال : و لم ذاك يا دهقان ؟
    قال : يا أمير المؤمنين تناحست النجوم الطوالع فنحس أصحاب السعود و سعد أصحاب النحوس و لزم الحكيم في مثل هذا اليوم الاستخفاء والجلوس و إن يومك هذا يوم مميت قد اقترن فيه كوكبان قتالان و شرف فيه بهرام في برج الميزان و اتقدت من برجك النيران و ليس الحرب لك بمكان فتبسم أمير المؤمنين (ع) ...
    ثم قال : أيها الدهقان المنبئ بالأخبار و المحذر من الأقدار ما نزل البارحة في آخر الميزان و أي نجم حل في السرطان ؟
    قال : سأنظر ذلك و استخرج من كمه أسطرلابا و تقويما
    ثم قال له أمير المؤمنين (ع) أنت مسير الجاريات؟
    قال : لا
    ثم قال (ع) : فأنت تقضي على الثابتات ؟
    قال : لا
    قال : فأخبرني عن طول الأسد و تباعده من المطالع و المراجع و ما الزهرة من التوابع و الجوامع ؟
    قال : لا علم لي بذلك
    قال : فما بين السراري إلى الدراري و ما بين الساعات إلى المجرات و كم قدر شعاع المبدرات ؟ و كم تحصل الفجر في الغدوات؟
    قال : لا علم لي بذلك

    ثم قال : فهل علمت يا دهقان أن الملك اليوم انتقل من بيت إلى بيت بالصين و انقلب برج ماجين و احترق دور بالزنج و طفح جب سرانديب و تهدم حصن الأندلس و هاج نمل الشيح و انهزم مراق الهندي و فقد ديان اليهود بأيلة و هدم بطريق الروم برومية و عمي راعب عمورية و سقطت شرفات القسطنطنية أ فعالم أنت بهذه الحوادث و ما الذي أحدثها شرقيها أوغربيها من الفلك ؟
    قال : لا علم لي بذلك
    ثم قال : و بأي الكواكب تقضي في أعلى القطب و بأيها تنحس من تنحس ؟
    قال : لا علم لي بذلك
    ثم قال : فهل علمت أنه سعد اليوم اثنان و سبعون عالما في كل عالم سبعون عالما منهم في البر و منهم في البحر و بعض في الجبال و بعض في الغياض و بعض في العمران و ما الذي أسعدهم ؟
    قال : لا علم لي بذلك
    ثم قال : يا دهقان أظنك حكمت على اقتران المشتري و زحل لما استنارا لك في الغسق و ظهر تلألؤ شعاع المريخ و تشريقه في السحر و قد سار فاتصل جرمه بجرم تربيع القمر و ذلك دليل على استحقاق ألف ألف من البشر كلهم يولدون اليوم و الليلة و يموت مثلهم و أشار بيده إلى جاسوس في عسكره لمعاوية فقال و يموت هذا فإنه منهم .
    فلما قال ذلك ظن الرجل أنه قال خذوه فأخذه شي‏ء بقلبه و تكسرت نفسه في صدره فمات لوقته .
    فقال : (ع) يا دهقان أ لم أرك غير التقدير في غاية التصوير ؟
    قال : بلى يا أمير المؤمنين
    قال : يا دهقان أنا مخبرك أني و صحبي هؤلاء لا شرقيون و لا غربيون إنما نحن ناشئة القطب و ما زعمت أن البارحة انقدح من برجي النيران فقد كان يجب أن تحكم معه لي لأن نوره و ضياءه عندي فلهبه ذاهب عني يا دهقان هذه قضية عيص فاحسبها و ولدها إن كنت عالما بالأكوار و الأدوار
    قال : لو علمت يا أمير المؤمنين ذلك لعلمت أنك تحصي عقود القصب في هذه الأجمة
    و مضى أمير المؤمنين (ع) فهزم أهل النهروان و قتلهم و عاد بالغنيمة و الظفر

    فقال : الدهقان ليس هذا العلم بما في أيدي أهل زماننا هذا علم مادته من السماء .
    فمثلما هو واضح لقد فات هذا المنجم الكثير من قرائه السماء وهناك حوادث مشهورة لمنجمين اخطأوا بسبب قله العلم والخبرة مثل القصه التي سأذكرها هنا :
    اخبرني محمد بن موسى المنجم الجليس و ليس هو الخوارزمي قال حدثني يحيى بن أبي منصور قال دخلت أنا و جماعة من المنجمين إلى المأمون و عنده إنسان قد تنبأ و نحن لا نعلم و قد دعا بالقضاة و لم يجيئوا بعد .
    فقال لي و لمن حضر من المنجمين اذهبوا فخذو طالعا لدعوى رجل في شي‏ء يدعيه و عرفوني ما يدل عليه الفلك من صدقه أو كذبه .
    و لم يعلمنا المأمون أنه متنبئ فجئنا إلى بعض تلك الغرف فأحكمنا الطالع و صورناه فوقع الشمس و القمر في دقيقة واحدة و سهم السعادة و سهم الغيب في دقيقة الطالع و الطالع الجدي و المشتري في السنبلة ينظر إليه و الزهرة و عطارد في العقرب ينظران إليه
    فقال كل من حضر غيري كل ما يدعيه صحيح و له حجة زهرية و عطاردية
    فقلت أنا هو في طلب تصحيح و تصحيح الذي يطلبه لا يتم و لا ينتظم
    فقال من أين
    قلت لأن صحة الدعاوي من المشتري في تثليث الشمس و تسديسها إذا كانت الشمس غير منحوسة و هذا يخالف هبوط المشتري و المشتري ينظر إليه نظر موافقة إلا أنها فاسدة بهذا البرج و البرج كاره له فلا يتم التصديق و التصحيح و الذي قالوا من حجة عطاردية و زهرية إنما هو ضرب من التحسين و التزويق و الخداع .
    فتعجب المأمون و قال لله درك ثم قال أ تدرون من الرجل .
    قلنا لا .
    قال هذا و يزعم أنه نبي .
    فقلت يا أمير المؤمنين أ فمعه شي‏ء يحتج به .
    فسأله فقال نعم معي خاتم ذو فصين ألبسه فلا يتغير مني شي‏ء و يلبسه غيري فيضحك و لا يتمالك من الضحك حتى ينزعه و معي قلم آخذه فأكتب فيه و يأخذه غيري فلا تنطلق إصبعه فقلت يا سيدي هذه الزهرة و عطارد زور عمله بهما فأمره المأمون أن يفعل ما كان ففعل فعلم أنه علاج من الطلسمات فما زال به المأمون أياما كثيرة حتى تبرأ من دعوى النبوة و وصف الحيلة التي احتالها في الخاتم و القلم فوهب له ألف دينار ثم أتيناه بعد فإذا هو أعلم الناس بالنجوم .

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 1:48 pm